بعد ان اعلنت قيادة التيار الوطني الحر عن تحالفها الانتخابي الاستراتيجي مع تيار المستقبل، وتأكيد التحالف الثابت بين الثنائي الشيعي، حركة أمل وحزب الله، بدأت صورة التحالفات تتوضّح شيئا فشيئا قبل أيام قليلة على فتح الباب امام المرشحين الراغبين بخوض المعركة الانتخابية، مع العلم أن هذين الحلفين قد يتغيّرا في بعض الدوائر.
منذ البداية كان واضحا حجم الخلاف بين حركة امل والتيار الوطني الحر، الأمر الذي "حيّر" حزب الله وصعّب عليه مهمة الاختيار بين الحليفين، ولكن قرار قيادة تيار المستقبل بمواجهة مرشحي حزب الله في كل الدوائر "سهّل" مهمة الحزب الذي تحرر من تحالفه مع الوطني الحر المستمر بالتحالف مع المستقبل.
في هذا السياق تشير مصادر مطلعة الى ان قيادة حركة أمل قررت خوض المعارك الانتخابية في الدوائر الـ15 سواء عبر مرشحين مباشرين أو عبر دعم مرشحين من أطياف أخرى، لمواجهة لوائح الوطني الحر والمستقبل. وتضيف المصادر: "ليس حزب الله بعيدا عن هذا التوجه رغم الخصوصية التي يحاول منحها لدائرة كسروان-جبيل، مع العلم أن الحركة والحزب لم يتفقا بعد على المقعد الشيعي المخصص لهذه الدائرة اذ تطالب حركة امل بأن يكون المرشح من نصيب الثنائية الشيعية وبمواجهة التيار الوطني الحر، ويسعى حزب الله لإقناع أمل بأن يكون المقعد للوطني الحر على غرار ما هو عليه اليوم مع النائب عباس هاشم".
وتضيف المصادر: "حركة أمل حسمت موقفها في دائرة كسروان-جبيل وقررت دعم المرشحين المواجهين للائحة التيار الوطني الحر، وهي لن تكتفي بتجيير الأصوات التي تؤيّدها في هذه الدائرة لهؤلاء، بل تلعب الحركة دورا هاما في محاولة جمع خصوم التيار وحثّهم على التنسيق والتحالف لزيادة فرصهم في تحقيق نتائج ايجابية".
وتشير المصادر الى أن قرار الثنائي الشيعي ينبع من أهمية وصول فريق 8 آذار بصيغته الأصليّة الى البرلمان، وهذا الأمر هو ما حسم مسألة التحالفات في دائرة صيدا-جزين، حيث استقرّ حزب الله على دعم اللائحة المدعومة من حركة أمل والتي تضم أسامة سعد وابراهيم عازار بالاضافة الى مرشح كاثوليكي عن جزين. كذلك هي الحال في دائرة بيروت الثانية حيث للثنائي الشيعي ثقلهما الانتخابي الوازن، الذي يسمح لهما بترجيح كفّة أي لائحة يكونان على متنها، بحسب المصادر التي تؤكد أن التوجه هو لتركيب لائحة شبه مكتملة تضم مرشح شيعي لحركة امل ومرشح شيعي لحزب الله، بالاضافة الى مرشحين من الطائفة السنيّة أحدهم ينتمي الى جمعية المشاريع الاسلامية وأخر قد يكون اعلاميا قريبا من الثنائي".
وتتوقف المصادر عند قول رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن المقعد الدرزي في بيروت الثانية سيبقى شاغرا، مشيرة الى أن بري الحليف الدائم للنائب وليد جنبلاط لن يرشح درزيا مواجها لمرشح الحزب التقدمي الذي سيكون متحالفا مع تيار المستقبل في بيروت بسبب حاجته له في دائرة الشوف عاليه. وتضيف المصادر: "تفهّم بري الموقف الذي نقله جنبلاط اليه في زيارته الاخيرة الى عين التينة، فرئيس الحزب التقدّمي بحاجة الى التحالف مع تيار المستقبل والتيار الوطني الحر لضمان مقاعد كتلته، خصوصا وأن أي معركة انتخابية يخوضها بمواجهة المستقبل والوطني الحر ستنتهي بنتائج كارثية عليه.
في دائرة البقاع الغربي حسم المقعد الشيعي لحركة أمل، بمقابل ان يكون المقعد الشيعي في زحلة لحزب الله، كذلك قرر الثنائي دعم مرشحي 8 آذار في كل الدوائر، سواء فيها مرشح شيعي أم لا، بكل قوة، من عبد الرحيم مراد الى تيار المردة الى الوزير السابق فيصل كرامي الى جهاد الصمد وكمال الخير ووئام وهاب وغيرهم. بالمقابل لن يقف حلف المستقبل-الوطني الحر مكتوف اليدين، بل سيكون له ترشيحات في كل الدوائر التي يستطيع التأثير فيها في وجه الثنائي الشيعي، كدائرة الزهراني بوجه النائب ميشال موسى، وحاصبيا مرجعيون بوجه النائب قاسم هاشم.
اذا، ما أصبح واقعا هو ان حركة امل وحزب الله سيشاركان انتخابيا بقوة في الدوائر كافة، بالترشيح أو بدعم ترشيح، بشكل مباشر وغير مباشر وبلوائح تشمل مرشحين من مختلف الطوائف.